هل جوائز الدولة التشجيعية فى العلوم وصمة عار نخجل منها أو عورة لابد أن نسترها أو مظروف سرى جداً مدفون فى خزائن المخابرات المفروض ألا يطلع عليه أحد من عامة الشعب؟!! الاحتفاء يتم فقط بجائزة النيل وجائزة الدولة التقديرية وبالأخص الجوائز الأدبية والفنية، وهى بالفعل مهمة ويجب الاحتفاء بمَن حصلوا عليها، وهم أساتذتنا ولهم فى قلوبنا وعقولنا كل تقدير، ولكن هذا يجب ألا يقابله إهمال وتجاهل وتعامٍ عن شباب الباحثين العلميين الذين حصلوا على جوائز الدولة التشجيعية، هؤلاء الذين يعملون فى الظل فى بلد لا يقدر العلم ووطن يتعامل مع العلماء على أنهم عالة ونتوء وزائدة دودية وطفيل مكانه الوحيد كهف النسيان، هؤلاء لابد من منحهم بقعة ضوء ووضعهم فى بؤرة الاهتمام، وكما قال لى د. جمال عصمت، أستاذ أمراض الكبد، الحائز على جائزة الدولة التقديرية هذا العام، إنه بمقدار فرحته بحصوله على الجائزة بقدر ما هو حزين لتجاهل هؤلاء الشباب الذين أصيبوا بالإحباط نتيجة هذا التجاهل، وأضاف أنه هو والدكتور حمدى السيد يجدان من يكتب لهما التهانى ويحتفى بهما فى الجرائد ووسائل الإعلام، أما من حصل على جائزة الدولة التشجيعية فهو قد سقط من ذاكرة الوطن.

بحثت عن أسماء الحاصلين على جوائز الدولة التشجيعية فى وسائل الإعلام، وبحثت عن وجوههم وقصص حياتهم على شاشات الفضائيات، فلم أجد أى ذكر أو إشارة ولا أقول احتفاء، إن الفضائيات قررت أن تتخذ معهم سياسة الاختفاء لا الاحتفاء!!! ما كتب عن غضب حسام حسن من جوزيه وما أهدر من أطنان الحبر على صفحات الجرائد عن عدم بقاء شيكابالا فى الزمالك، كنا نتمنى أن نقتبس سطرا منه فى هذه الزحمة لهؤلاء الشباب من الباحثين، الساعات التى أهدرت لتحليل هدف جدو فى الزمالك، كنا نتمنى أن نختصر منها بضع دقائق لعرض كفاح وأبحاث جنود العلم وكتيبة النهضة وقاطرة التنمية فى مصر، لكننا وطن قرر أن ينهض «بالأوفسايد» ويدخل إلى الحضارة عن طريق فاول أو تسلل، وهو لا يعرف أن الأوطان لا تنضم إلى ركب ومونديال الحضارة إلا بالأهداف الحقيقية الشرعية التى تستمد شرعيتها من العلم، ومن العلم فقط.

هل يعرف قارئ منكم أحد هذه الأسماء التى تستحق الاحترام والاحتفاء؟ هل تعرفون من هو عماد عبدالحميد، المدرس بكلية الطب جامعة الزقازيق، والدكتور شريف محمد فاروق الخميسى، المدرس بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، والدكتورة هبة الله محمد نبيل، الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور محمد إبراهيم عبدالحميد، استشارى مساعد بمركز أمراض الكلى جامعة المنصورة، والدكتور حسين عطية شعيشع، أستاذ مساعد بمركز أمراض الكلى جامعة المنصورة، والدكتورة سميرة عزت محمد أبوالخير، المدرس بمعهد الكبد جامعة المنوفية؟

هل تعرفون من هو سيد عبدالمنعم سيد حسين، المدرس بكلية الزراعة جامعة عين شمس، والدكتور محمد الطاهر إبراهيم البدوى، الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، والدكتور أحمد عبدالفتاح طايل، المدرس بمعهد الهندسة الوراثية جامعة المنوفية، والدكتور حاتم عبدالموجود شلبى، الأستاذ الباحث بالمركز القومى للبحوث، والدكتور محمد مصطفى عبدالدايم، المدرس بكلية الطب البيطرى جامعة قناة السويس، والدكتور أحمد سمير شحاتة، المدرس بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، والدكتور تامر محمد عبدالفتاح، المدرس بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والدكتور محمد عبدالعزيز مهلل، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة جامعة جنوب الوادى، والدكتور منتصر مراسى عبدالعاطى، أستاذ مساعد بالمعهد العالى للطاقة بأسوان جامعة جنوب الوادى، والدكتور عبدالشافى، عبدالقادر عبدالشافى أستاذ باحث مساعد بمعهد بحوث الإلكترونيات... إلخ.

وطن لا يحتفى بهؤلاء، بينما يحتفى بالأقزام، هو وطن يكتب شهادة وفاته.